الأربعاء، 27 أبريل 2016

هل قالت العرب: مَقْيُول ومَزْيُور؟:

هل قالت العرب: مَقْيُول ومَزْيُور؟

       قال سيبويه 3/ 348، 349: "بعض العرب يخرجه (أي باب مفعول من الأجوف)على الأصل فيقول: مخيُوط ومبيُوعٌ، فشبهوها بصَيودٍ وغَيورٍ..".
ثم قال: "ولا نعلمهم أتموا في الواوات، لأن الواوات أثقل عليهن من الياءات، ومنها يقرون إلى الياء؛ فكرهوا اجتماعهما مع الضمة"

       قلت: يريد أنهم لا يقولون: مقوول ومزوور حين يقولون: مبيوع ومخيوط، وسمعنا في جزيرة العرب مَن يتمسّك بالتصحيح، فيقلب الواو ياء ويقول: مقيول ومزيور. وهذا لم يذكره سيبويه لأنه لم يبلغه، وهو في لهجات بدوية في بيئاتٍ متفرّقة من أرض المنبع، وأحسب أنه قديم قِدمَ مبيوع ومخيوط.


     وتأمل كيف عالجت لهجاتنا مشكلة اجتماع واوين وضمة  بقلب الواو الأولى (التي هي عين الكلمة) ياءً، وحافظوا على واو مفعول، وفي هذا تأييد خفي لرأي الأخفش في المحذوف من مبيع ومقول. فهل يمكن القول إن مبيوعًا ومزيورًا من الفوائت الظنية في لهجاتنا؟ لا أدري، لكن يلاحظ أن الشرطين الثاني والثالث من شروط الفوائت الظنية متحققان، أما الأول ففيه ما فيه وإن كان  لا يعدم تأويلا لمتأوّل. 

عبدالرزاق الصاعدي
20/ 7/ 1437هـ