الجمعة، 13 يونيو 2014

توصيات ندوة الشهر (شعبان):

توصيات ندوة الشهر (شعبان)
أثر ضرورات الشعر في التقعيد النحوي

      على الرغم من كثرة ما كتب في  ضرورات الشعر قديما وحديثا إلا أن النقاش والمداخلات في الندوة كانت ثرية وجريئة واحتوت على أفكار جديدة وآراء سديدة، لم تطرح من قبل، ولذا فإنّ المجمع يستحسن أن تعاد دراسة ضرورات الشعر من منظور مختلف عما سبق تناوله، مع التركيز على أثرها في التقعيد النحوي والصرفي، والوقوف على ما يمكن أن يقال إنها كانت وراء بعض التفريعات النحوية والشذوذات التي يمكن أن يُستغنى عنها.
     ويرى المجمع أن تستبعد كل قاعدة نحوية بُنيت على شاهد في موضع ضرورة وليس لها ما يعضّدها من الكلام أي النثر، أو من لغات العرب المتنوعة، ويرى -أيضا- أن كل ما وافق لغةً من لغات العرب لا يعدّ من الضرورات.
     ويرى المجمع أن المكان المناسب لدراسة الضرورات هو النقد في أبواب الرخص الخاصة بالشعراء وأحكامها، لما لها من أثر في فصاحة الشعر ولغته وجمالياته وحسنه أو قبحه، أو تدرس في باب مستقل للضرورات بعيدا عن النحو، لأن كثيرا من النحاة المتأخرين توسعوا في شواهد الضرورات وأجازوا  للناثر ما جاز للشاعر، دون أن ينتبهوا إلى أن الإباحة مخصوصة وليست عامة، وتوسع بعض النحويين في ذلك وقعّد وفرع وأجاز بناء على شاهد في موضع اضطرار، وهذا لا يصلح للنحو؛ لأن بابه السعة لا الاضطرار.
      ويحثّ المجمع طلاب الدراسات العليا على إعداد أبحاث متنوعة في ضرورات الشعر، ويقترح بعض العناوين مما دار في النقاش: ومنها:
1- أثر ضرورات الشعر في التقعيد النحوي.
2- ضرورات الشعر بين القبول والرفض: دراسة وصفية تاريخية.
3- أبيات الضرورة الشعرية في الكتب النحوية: دراسة عروضية.
4- الظواهر النحوية في الضرورات الشعرية.
5- وجوه الإبانة وراء الضرورة الشعرية.

مجمع اللغة الافتراضي
15 شعبان 1435هـ


السبت، 7 يونيو 2014

الأرجوزية القيفية:

الأُرجُوزَةُ القَيفِيّـةُ

القَيْفُ في القافِ لُغَهْ    أثْبَتَهَـا أَهْـــلُ اللُّغَـهْ

سَمَّاهُ دَفْــعًا لِلشِّقاقْ      إِمَامُنَـا عبْـدُ الرَّزَاقْ

شَاهِـدُهُ في الجَمْهَـرَهْ         مُـوَثَّقٌ مـا أَشْــهَرَهْ

مَخْرَجُهُ مِنْ بينِ قـافْ      فَصِيحَةِ النُّطقِ وكافْ

وَهْــوَ كقـافٍ يُرْسَـمُ      ومِـنْ تُحَيتٍ يُعْجَـمُ

ومَــــعْ وُرُودِهِ عَـلَى     أَلْسِنَةِ الْقَــومِ المَـلا

فَليسَ بالصَّوتِ الفَصِيحْ   إذْ وَصفُـوهُ بالقَبِيحْ

فَإنْ تَلَـوتَ الْمُصْحَفَا     إيَّـــــاكَ أنْ تُقَفْقِفَا

وَنَفْعُهُ في النَّقْحَـــرَهْ     واللَّهْجَـةِ الْمُفَسَّــرهْ

للنَّاظــــرِ المُدَقِّـقِ   والباحِــثِ المُحَقِّــقِ

نوار بن قبال السُّلميّ
برنامج الدراسات العليا
الجامعة الإسلامية المدينة المنورة

8 شعبان 1435هـ

الاثنين، 2 يونيو 2014

القرار الثاني عشر: إصلاح تركيب (جاري الكتابة)‎:

 القرار الثاني عشر: إصلاح تركيب (جاري الكتابة)

الاقتراح والورقة المقدمة:
تقدم العضو أ. حسن الهمامي بورقة هذا نصها:
مذكرة إصلاح تركيب (جاري الكتابة)
بسم الله الرحمن الرحيم
        الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعدُ
      فللتراكيب السيّارة أثر في اللغة؛ ومن التراكيب السيّارة المخالفة لقواعد اللغة مايرد في برامج التواصل كالواتساب وغيره من كتابتهم: (جاري الكتابة)، وفي هذا التركيب ثلاثة إشكالات -من وجهة نظر الباحث:
١-تذكير (جاري) والأصل: جارية.
فإن قيل: في ذلك حملٌ على المعنى؛ حيثُ حُمِلَت (الكتابة) على معنى (الإرسال)، فالجواب أنّ ذلك لو حلَّ الإشكال الأول فإنه لا يحلّ الإشكال الثاني أبدًا.
٢-إثبات الياء في (جاري) والأصل: جارٍ.
٣-تقديم (جاري) والأصل التأخير، مع جواز التقديم.
لذلك أقترح على مجمع اللغة الافتراضي ما يأتي:

أولًامناقشة هذا التركيب من حيث الصحة والخطأ.

ثانيًاإجراء تصويت على التراكيب الصحيحة التي يقبلها الذوق العام ويُتوقع أن تجد قبولًا في أوساط الناس، تصلح أن تكون بدلًا من التركيب الخطأ (جاري الكتابة)، وقد ذكر أعضاء المجمع في العرض المبدئي للمسألة الاقتراحات الآتية:
   (أ) الكتابة جارية.
   (ب) جاريةٌ الكتابة.
   (ج) يكتب لك.
    وللأعضاء اقتراح غيرها...إلخ.

ثالثًاإرسال اقتراح إلى شركة الواتساب؛ كي يعدلوا هذا التركيب الخطأ، ويستبدلوا به التركيب الصحيح في نسخة الواتساب المقبلة، ويكون الإرسال على حساب الشركة الموثوق به على التويتر ( @WhatsApp  ) و ( @wa_status ) أو غير ذلك من قنوات التواصل المتاحة، مع حثّ الأعضاء على تدوير التغريدة التي فيها المطالبة بتعديل الخطأ؛ حتى تكون مؤثرة في الشركة، فإن استجابت الشركة وإلا فعلى الأقل يكفي المجمع أن يثبت وينشر خطأ هذا التركيب.

رابعًاوضع مسودة لمخاطبة شركة الواتساب يُصوَّت عليها من قبل أعضاء المجمع، وهذه مسودة مبدئية: 
[ مدير شركة الواتساب، طابت أوقاتك.
نهنئكم لانتشار برنامج الواتساب في الدول العربية؛ ولكن لوجود خطأ لغوي في تركيب (جاري الكتابة) نقترح ونأمل منكم تعديله إلى  (الكتابة جارية، أو جاريةٌ الكتابة، أو يُكتب لك...) مثلًا؛ ليوافق قواعد اللغة العربية.
مجمع اللغة العربية الافتراضي على تويتر @almajma3 ].

خامسًا: تُدفع المسودة التي يتفق عليها الأعضاء بالأغلبية إلى بعض أعضاء المجمع المختصين في اللغة الإنجليزية؛ ليقوموا بترجمتها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
أ‌.      حسن بن خميس الهمامي
عضو مجمع اللغة الافتراضي
29 رجب 1435هـ
مرحلة المناقشة في حساب المجمع:
     وقد عرض مضمون الورقة على أعضاء المجمع وطرح الموضوع للنقاش لمدة يومين، واستخلصت أفضل الاقتراحات، وهي أربعة أيٌّ منها يُختار يصلح أن يكون هو البديل،  وهي: (تجري الكتابة) و(الكتابة جارية) و(يكتب) و(يُكتب لك) بالمجهول أو المعلوم.
وطرحت الاقتراحات الأربعة للتصويت؛ على جزءين يكمل أحدهما الآخر،
أولهما: عرض المقترحات الثلاثة على لجنة متخصصة وتقدر نتيجتها بــ(70%).
وثانيها: عرض المقترحات للتصويت العام المفتوح لجميع الأعضاء المتابعين وغيرهم، ويحسب لهذا الجزء (30%).

نتيجة التصويت:
بعد فرز الأصوات وحسابها في ضوء النسب المحددة لأصوات أعضاء اللجنة العلمية في تصويتهم المغلق والتصويت العام جاءت النتيجة حسب الترتيب الآتي:
1-    يكتب: (35.8%).
2-    الكتابة جارية: (32.3%).
3-    تجري الكتابة: (16.5%).
4-    يكتب لك: (15.3%).
وبهذا يتبين أن القرار سيكون في صالح كلمة (يكتب).
       
القرار الثاني عشر:
      ((يقرر مجمع اللغة الافتراضي أن جملة (جاري الكتابة) التي تظهر عندما يكتب الطرف الآخر في الواتساب ليست صحيحة نحوًا وليست مناسبة أسلوبًا، ومن الأساليب الصحيحة التي يمكن أن تنوب عنه –مثلاً- (تجري الكتابة) أو(الكتابة جارية) أو(يكتب) أو(يُكتب لك) أو غيرها، والمجمع يختار أن تكون (يكتب) هي البديل؛ استنادًا للمسوغات الآتية:
1-    صحة الأسلوب لغويًا ونحويًا، ولدلالة المضارع على الحال والاستمرار.
2-    سهولته واختصاره، وهو أشبه بترجمة أمينة للكلمة المستخدمة في تطبيق الواتساب نفسه باللغة الإنقليزية، وهي: typing وتعني يكتب.
3-    أنها مناسبة للحالة المكتوبة فوقها في تطبيق العربية، وهي (متصل الآن) وتأتي تحتها: يكتب، يعني المتصل يكتب، وربما يفرق بين الجنسين، فإن فرقوا في الحالة بين الذكر والأنثى، متصل/متصلة، ليكون ما تحتها مطابقا لها تذكيرا أو تأنيثاً، كما نراه في بعض المنتديات فُرِّقَ أيضا بين: يكتب/تكتب.
4-    أنها تناسب الذوق العام، حيث حصلت على نسبة التصويت الأعلى من المقترحات الأربعة الصحيحة
     ويوصي المجمع بمتابعة تنفيذ هذا القرار وذلك بالكتابة إلى شركة الواتساب وإبلاغها بالقرار وحثها على التصويب الذي رآه المجمع في قراره الثاني عشر، فإن لم تستجب الشركة فيكفي المجمع أن نبه أبناء اللغة إلى الخطأ في ذلك التركيب (جاري الكتابة) وأنه لا يصح استعماله، وأن الصواب ما ذكر))
والله وليّ التوفيق


 مجمع اللغة الافتراضي
المدينة المنورة
3 شعبان 1435هـ الموافق 1/ 6/ 2024م

الأربعاء، 28 مايو 2014

تفاريق في الأدب والشعر :

تفاريق في الأدب والشعر 
الجزء الأول

      هذه خواطر وشذرات متنوّعة في الأدب والشعر كتبتها في تغريدات متفرّقة في أوقات مختلفة في حسابي الشخصي على تويتر، فأردت أن أجمع بعضها هنا، ومنها:
1- لا تهمل الطفل بداخلك.
2- العمر كالنّهر العذب، مصبّه في البحر المالح.
3- لماذا تختلط أحلامنا بالكوابيس؟!
4- من فضائل المَشرق أنه يوقظ الشمس ولا يحبسها.
5- أشعة الشمس تصل إلى كل مكان، لكنها لا تصل إلى أعماقنا المجهولة!
6- الشمس هي تلك التي تشرق داخل نفوسنا كل وقت وحين.
7- لن تعانيَ من العطش حين يكون الينبوعُ في داخلك..!
8- للشعر فضل كبير على العرب، فقد هذّب نفوسهم وهيّأهم للإسلام.
9- لولا الشعر في الجاهلية لكان العرب وحوشاً ضارية في جزيرتهم!
10- نستعين بالشعر على يبوسة النحو والتصريف.
11- ربما كان أصحاب المختارات (الحماسات والمفضّليات) أشعر من الشعراء.
12- تركت "عيار الشعر" حين عرفت أن تذوق الشعر لا عيار له.. فصار منهجي فيه: أنت وذوقك.!
13- حين كنت أحفظ معايير الشعر لم أكن أتذوّقه، فلما نسيتها تذوّقته!
14- كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - من أعظم المتذوقين للشعر.
15- إنما خلق الله ضرائر الشعر رحمة بالشعراء وتعذيباً للنحاة.
16- كيف نعتقل لحظاتنا الهاربة كما فعلت غادة السمان..؟!!
17- السير الذاتية اعتقال للماضي وترميم له.
18- ثلاثة يكذبون: مؤرّخ الدولة، ومدّاح القبيلة، وكاتب السيرة الذاتية.
19- مع أن السيرة الذاتية "تلميع" للماضي إلا أنني مغرم بقراءة سِير الرجال.. ومن أهمها ذكريات الطنطاوي ومذكرات الملك الحسن الثاني.
20- السير الذاتية للمغاربة تجتذبني.. ومنها ما كتب عن انقلاب الصخيرات وانقلاب الجنرال محمد أوفقير، ومنها: "حدائق الملك" لفاطمة أوفقير و"السجينة" لمليكة أوفقير.
21- من أمتع ما قرأت "تزممارت: الزنزانة رقم 10" لأحمد المرزوقي، أحد ضباط انقلاب الصخيرات بالمغرب، لا أعرف حجم الكذب فيها، لكنها مؤلمة ومبكية.!!
22- أمتعُ الكذّابين محمد شكري في "الخبز الحافي" قرأتها عدة مرات..!
23- رؤوف مسعد كان (وقحاً) في سيرته الذاتية "بيضة النعامة" وبطبيعة الحال كان كاذبا.
24- رغم التلميع كانت سيرة محمد أسد "الطريق إلى مكة" لا تقاوم لجمال أسلوبها.
25- سقيفة الصفا لحمزة بوقري سيرة ذاتية "مكّيّة" شيقة قرأتها على صفحات جريدة المدينة قبل ثلاثين سنة..

عبدالرزاق الصاعدي
المدينة المنورة

الثلاثاء، 27 مايو 2014

أيجوز تسمية القيف حرفاُ؟:

أيجوز تسمية القيف حرفاُ؟
     
      يجوز التوسع في تسمية الأصوات الفرعية، وإطلاق مصطلح (حرف) على الصوت الفرعي، كالقيف، وربما سَمّيتُ القيفَ حرفاً في بعض قولي، فلا ضير في ذلك، لأمرين:
     الأول: أن لهذا الصوت من الخصوصية ما جعله يشبه الحروف في بعض أحوالها، فله مخرجه وصفاته، ولكنه لا يغير المعنى.
     والثاني: أنّ هذا من التجوّز أو التوسّع المقبول، وقد كان القدامى يطلقون على الأصوات الفرعية مسمّى حرف، وهذا كبيرهم وكبيرنا جميعا سيبويه سماها حروفا، ونجد  بعد سيبويه أن السيرافي والرماني وابن سيناء وابن الناظم وأبا حيان وابن عقيل والخضر اليزدي والسيوطي يسمون تلك الأصوات الفرعية: حروفا..
     قال سيبويه: ((وتكون خمسة وثلاثين حرفا بحروف هن فروع... وتكون اثنتين وأربعين حرفا بحروف غير مستحسنة))
      وقال ابن سيناء في رسالته (أسباب حدوث الحروف): (( وهاهنا حروفٌ غير هذه الحروف، تحدث بين حرفين حرفين فيما يجانس كل واحد منهما بشركِهِ في سببه، ومن ذلك الكاف الخفيفة التي ذكرناها))
    وكل ذلك قبل التفريق بين الحروف الأصلية والأصوات الفرعية أو بين اصطلاحَي الفونيم والصوت أو الألوفون عند الأصواتيين المحدثين. يقول تمام حسان في اللغة العربية معناها ومبناها: ((ومن الواضح أن سيبويه مع تفريقه بين أصول الحروف وفروعها لم يكن يفرّق بين اصطلاحي "الحرف" و"الصوت" على نحو ما يفرّق علم اللغة الحديث بين اصطلاحي phoneme و sound أو allophone, فالحرف لديه يشمل كل ذلك))
    فمن سمّى القيف حرفا فلم يخطئ، وسار في هذا على منهج علماء العربية القدامى، ولنا فيهم أسوة حسنة، ومن سماه صوتا فهو الصواب، وقد سار فيه على منهج الأصواتيين المحدثين. وأنا أميل إلى تسمية القيف صوتاً لا حرفاً، على منهج المحدثين، وحتى لا يظنّ أنه حرف من الحروف الأصلية.

    أما الرمز الكتابي فباب آخر، وعلماؤنا القدامى استعانوا لهذا الصوت أو الحرف كما يسمونه برمز أجنبي، وهي الگاف الفارسية (گ) ولم تكن مناسبة له، وذكرنا علّة ذلك سابقا، ولعل ما اقترحناه من رمز كتابي (قاف منقوطة بنقطتن من تحت ݠـ ) هو الأقرب والأليق بلغتنا والأبعد عما يؤدي إلى انحراف صوتي بسبب ذلك الرسم.

عبدالرزاق الصاعدي
28 رجب 1435هـ


الجمعة، 23 مايو 2014

هل نطق النبي صلى الله عليه وسلم بصوت القيف؟:

هل نطق النبي صلى الله عليه وسلم بصوت القيف؟
   
     ذكر جمال الدين محمد الأشخر اليمني المتوفّى سنة 991هـ فائدة في كتابه ((شرح بهجة المحافل)) في أثناء شرحه لحديث بدء الوحي المروي عن عائشة -رضي الله عنها- في جواب النبي صلى الله عليه لجبريل حين طلب منه أن يقرأ، فقال: (ما أنا بقارئ) والفائدة قوله: ((أخبرنا شيخنا وجيه الدين عبدالرحمن بن عبدالكريم بن زياد عن شيخه وجيه الدين عبدالرحمن بن الديبع عن مشايخه أنه ورد في بعض المسندات أنه صلى الله عليه وسلم نطق فيها بقاف الحجاز المترددة بين القاف والكاف))
                                                                                              شرح بهجة المحافل 1/ 62

قلت: وفيه من الفوائد:
1-  هذ يفسر قول ابن خلدون في المقدمة عن القيف: ((ولعلّها لغة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعينها؛ قد ادّعى ذلك فقهاء أهل البيت وزعموا أنّ من قرأ في أمّ القرآن «اهدنا الصراط المستقيم» بغير القاف الّتي لهذا الجيل فقد لحن وأفسد صلاته ولم أدر من أين جاء هذا؟)) وهو أيضا يقوي القول باحتمال نطقه -عليه السلام- بالقيف في ((ما أنا بقارئ)) إن صحت هذه الرواية. وإن كان يحتاج إلى بحث مستفيص في صحة الرواية.
2- ورود مصطلح قاف الحجاز
3- ورود مصطلح أو وصف القاف المترددة.

عبدالرزاق بن فراج الصاعدي
23 رجب 1435هـ

الخميس، 22 مايو 2014

تعقيب العقاد المتضمن تأييد خليل عساكر:

تعقيب العقاد المتضمن تأييد الدكتور خليل عساكر

في رسم الأصوات الفرعية

     قال الأستاذ عباس محمود العقاد معلّقا على اقتراح الدكتور خليل عساكر المتضمن رسم أصوات فرعية: ((هذه العلامات التي وضعها الأستاذ المحاضر نافعة مفيدة، لا غنى عنها في دراسة اللهجات، وقد كنت أحاول أن أصل إلى طريقة أتمكن بها من ضبط اللهجات المختلفة بطريقة صحيحة، ثم رأيت حضرة المحاضر قد وصل بسعيه وجهده إلى هذه الطريقة النافعة. ولا خطر مطلقًا منها؛ لأنها - على الأقل - تغنينا عن " الدكتافون " للتمييز بين اللهجات ويكننا أن نعتمد عليها في غيبته. وأعتقد أن هذه العلامات لم توضع لتكتب العامة بها لهجاتهم وإنما وضعت للباحثين في اللهجات...

      ثم قال: أذكر أنني كنت عضوًا في لجنة اللهجات، وكان من العقبات في طريقنا احتياجنا إلى آلات لتسجيل الأصوات، ولعدم توافرها لدينا وقف البحث، وأظن أن وجود طريقة كتابية لتسجيل الأصوات تغنينا - إن لم يكن كل الغنى فبعض الغنى - عن هذا. وأنا من المؤمنين بأن المعرفة لازمة لذاتها بغض النظر عما يستفاد منها. ومع ذلك فالرجوع إلى التاريخ يمدنا بأمثلة للاستفادة من فهم الفروق بين اللهجات في أمور علمية فمن ذلك أنه أثناء هجوم البدو على مصر في العهد الفاطمي وتتبع أولئك البدو المتمردين. كان من الطرق المتبعة للاستدلال عليهم أن يطلب إلى المشكوك في أمره نطق كلمة (دقيق)، فكان البدوي لا يستطيع أن ينطقها إلا بلهجته الخاصة مهما حاول غيرها. ومن ذلك أيضًا أنه أريد إحصاء النوبيين في أيام الثورة العرابية - على ما أذكر - فكانوا يكلفون الواحد منهم أن ينطق لفظة ( خروب ) والنوبي لا يستطيع أن ينطق الخاء إلا كافًا.
 
    فلو نظرنا اليوم إلى هذه الطريقة في كتابة اللهجات ملتمسين فائدة عملية منها لرأينا أنها تنفعنا في التحقيق مع المجرمين للتأكد من شخصية المحقق معه اعتمادًا على معرفة الجهة التي ينتمي إليها، إذ كيف يسجل هذا في محاضر التحقيق إذا لم نقل إنه نطق كذا هكذا؟

   ولذلك فأنا أشكر الأستاذ المحاضر وأرجو أن يستمر في بحثه.))

عباس محمود العقّاد
(اللهجات العربية: بحوث ودراسات 1/ 88، 90، 91)