السبت، 17 مايو 2014

مداخلة الأستاذ عبدالرؤوف الخوفي في صوت القيف:

      مداخلة الأستاذ عبدالرؤوف الخوفي في صوت القيف

     ابتداء أود أن أشير إلى محاولتي الحثيثة في نقاش الأستاذ صالح العوض من خلال الرد على تغريدته التي عرض فيها تدوينته المعنونة بـ "من أعظم الحيف القبول برسم القيف" غير أني لم ألق تجاوبًا منه.. وقد كانت تغريدتي الموجهة إلى تدوينته في كون طرحه لا يميز بين الدراسات اللغوية المعيارية والدراسات اللغوية الوصفية، بالرغم من كونهما منهجين لغويين علميين راسخين!! غير أن رده علي كان بما معناه أنه لا ينتظر حكما على ما قاله من أحد !

     وفي مداخلتي هذه لن أتطرق لرأيي في إطلاق مصطلح صوت "القيف" أو اعتماد رسم له، فقد سبق أن أبديت وجهة نظري في مداخلة سابقة على مدونة المجمع على الرابط التالي:
المتمثلة في تأييدي الشديد للقرار، لكني هنا سأحاول مناقشة ما طرحه من اعتراضات قدمها حول الحرف ورسمه، وكثيرًا من المغالطات التي أزعم أن بعضها قد بلغ مرحلة "التضليل" والافتئات على الأستاذ الدكتور عبدالرزاق الصاعدي وأعضاء مجمع اللغة الافتراضي من خلال نقاطه الإحدى والعشرين التي ساقها تباعًا؛ حيث بدا لي أن الأستاذ "العوض" قد اتبع إستراتيجيات حجاجية تمثلت في "العاطفة والتهويل والتجهيل والمصادرة على المطلوب والقسمة" وكلها إستراتيجيات تصنف عادة في المقاربات الحجاجية بأنها من "السوفسطائيات والمغالطات" والتي ظهرت تارة في صورة "زخم من المشاعر والأحاسيس" وتارة في صورة كلام إنشائي، والتي حاول أن يوظف فيها الإستراتيجيات السابقة كشكل من أشكال حجاجه في كثير من الأقوال التي أوردها، والتي بدت ميَّالة إلى الذاتية أكثر منها إلى الموضوعية..

      وأود أن أشير بأنَّ ما دعاني إلى كتابة هذه المداخلة ليس الدفاع عن أستاذنا الدكتور عبدالرزاق الصاعدي المشرف على مجمع اللغة الافتراضي، فمثلي ليس يدافع عنه وهو العلم الذي فوق رأسه نار، بل إنَّ ما دعاني إلى الكتابة هو تجنيه على المجمع وأعضائه ووصفهم بكون جلهم من غير المتخصصين بل ومن غير المؤهلين! وقد قيل: "إذا أردت نسف قضية فاطعن في فكر صاحبها"!*رغم أن كثيرا من أعضاء المجمع على الأقل ممن أعرفهم هم أصحاب تخصصات دقيقة في الأصوات واللسانيات!!

      كما أود أن أشير إلى أن ما كتبته هنا لا يعني بحال من الأحوال الإساءة للرجل أو الانتقاص من مكانته، فهو يكبرني سننا إن لم يكن في عمر والدي،فله مني كل الاحترام،**وأما نقدي فهو موجه بالدرجة الأولى لطرحه الذي رأيت فيه استغفالا لي ولغيري من المتخصصين في اللغويات على اختلاف مستوياتها.

(1) إنَّ أول فساد يهدم حجج "العوض" كلها ولا يجعل لها قيمة اعتبارية ادعاؤه بأن الدكتور الصاعدي سعى لتأسيس حرف (مستقل)، وهذا تضليل واضح ومصادرة للحقيقة، فقرار المجمع كان جليا في كون هذا الحرف غير داخل في الحروف الأبجدية، بنص قرار المجمع:

"وأنه لا يدخل في الحروف الأصلية الثمانية والعشرين، فهو من الأصوات الفرعية الأربعة عشر التي ذكرها القدامى، وليس لنا فيه سوى الاسم". وهذا رابط القرار:


(2) أشار "العوض" إلى خطره على القرآن الكريم والنصوص الفصيحة غير أنَّ الدكتور المشرف قد أشار مرارًا إلى أن الهدف من هذا الحرف هو إعانة المتعلمين في الدراسات اللهجية ونقحرة الحروف الأجنبية، ورفض استعماله في النصوص اللغوية الفصيحة والمكاتبات الرسمية، والاقتصار عليه في الحاجة.

(3) يقول "العوض": "*استحداث اسم جديد يضاف إلى مسميات الحروف المألوفة يقتضي منا بالضرورة ازدواجية كثير من الكلمات العربية ومنها المستدل بها هنا؛ فحينما نقول: قاسم بحرفه الأصيل فلا يسعنا أن نقبل قاسم بحرفه الرديف المستحدث بما سماه المجمع (القيف) فأي ضرورة تدعونا إلى أن نجعل لدينا قاسمين أحدهما للعوام؟!"

      وتساؤلي هنا: ما دام هذا الحرف يعد تلونًا صوتيًا، أو حرفًا فرعيًا لا تقبل الكتابة به في النص الفصيح ، فمن أين يأتي ازدواج الكلمات وهو ليس في المعجم أصلاً؟! ويلاحظ أن هذا الإصرار من الأستاذ العوض على إقحام القيف كحرف أصلي نابع من سوء فهم، فيكرس طاقته كلها منطلقا من حجة فاسدة في أصلها، فيستحث المغالطة تلو المغالطة ليصل إلى ما يخدم جدله .

(5) يقول: "*ما يراد في النص المكتوب لن يعزب عن المتلقي حينما ينطقه أحدهم في الوسط في نجد بقاف مخففة، وينطقه عربي جنوبي في اليمن بقاف مفخمة فصيحة، أو ينطقه في الشرق بقاف هي أقرب إلى الغين، فالتناوب الصوتي لا يُشكِلُ لدى المتلقي، لأنه يعرف المراد وسيكتبه بحرفه الأصيل ولا تثريب على ناطقه بأية طريقة كانت، فكلمة:"حق" ينطقها النجدي بقاف متخففة من مخارجها إلى الرقة والليونة، وينطقها اليمني بقاف موغلة في مخرجها متمكنة منه لتشعرنا أنه على سجيته الأصيلة، وتتجلى حينما تضاف إلى ياء المتكلم".

      وهذه مغالطة أخرى ينطلق فيها من كون الأصل في اللغة أنها مكتوبة لا منطوقة، ثم لو أننا سلمنا جدلاً بأنَّ زيدًا في نجد، وعمروًا في الحجاز، وسليمان في اليمن كلٌّ منهم سيقرؤها بالتلون الخاص في لهجته، فكيف سيسعفنا ذلك في دراسة لهجية وصفية مكتوبة تشير إلى هذه التلونات الصوتية بغرض بحثي أو تعليمي؟! بل وما الخطر على اللغة في إنشاء رموز لكل أصوات (الألفون) مقتبسة من الخط العربي ؟! عوضًا عن حروف الأبجدية الصوتية الدولية، سيما في صوت كـ"القيف" حيث يشكل عمقًا لا تكاد لهجة تخلو منه، وعلى ذكر الأبجدية الصوتية الدولية التي تكتب بحروف لاتينية، هل تأثرت اللغات الجرمانية مثلا والتي تكتب بخط لاتيني بإضافة نقاط على سبيل المثال إليها؟ هل أحدث الغرب في لغاتهم ما ليس منها عندما وضعوا نقطة تحت الحرف "h" لنقحرة الحرف العربي (ح)؟ ، أو عندما وضعوا هذه العلامة "θ*" للدلالة على صوت الحرفين (th) الذي يشبه حرف (ذ) العربية؟ أو عندما وضعوا هذا الرمز "ŋ*" للدلالة على الحرفين (ng) ؟ وهل دخلت هذه الرموز كأبواب ومواد في معاجمهم اللغوية؟ ، ثم أنَّ قدامى العرب قد ذكروا أربعة عشر صوتًا فرعيًا منذ أكثر من ألف سنة فهل رأيت مادة لصوت فرعي واحد قد دخلت المعاجم اللغوية العربية كمادة صوتية؟!

(6) يقول: "*الكتابة المتعارف عليها يلتقي حولها كل العرب دون استثناء ولا يختلف على حرف القاف من ينطقها بصيغة مباينة لغيره من بني جنسه؛ إذ الكتابة شيء والنطق بين العامة في اللغة المحكية شيء آخر*"

      ونسأله هنا إذا اتفق العرب على قراءتها كلٌّ وفق لهجته، فكيف يصف العربي في إقليم طريقة نطقها كتابة دون أن يسمعها منه؟ فإن قلت وما حاجتنا إلى معرفة نطقها مادامت العربية الفصيحة هي ما يربطنا؟ أقول: أن كثيرًا من العلوم التي تعتمد إبستمولوجيات لغوية كعلم اللغة الاجتماعي وعلم الأنثروبلوجي وعلم الإثنولوجي وعلم اللهجات هي علوم بحاجة إلى استقراء دقيق للأصوات؟ فإن قلت الأبجدية الصوتية تسد الغرض؟ قلت لك وما الضير في إحداث رموز كتابية من الخط العربي النبطي عندما يؤمن اللبس سيما وأنها تمثل أصواتًا لهجية نتداولها في حياتنا اليومية وتستعمل لأغراض علمية وتعليمية؟!

(7) يقول: "*دعوة المجمع صريحة وجريئة؛ بإضافة حرف ليس له أصل في حروف الكتابة العربية التي أَلِفَها الناس منذ آلاف السنين، ونزل بها القرآن الكريم ليكون حافظاً لها، ودونت بها المؤلفات العربية، واعتمدت في المجامع والمنظمات الدولية في عصرنا الحديث، وهذا يتطلب مخاطبة الجهات المعنية لاعتماد ذلك الحرف وفيه ما فيه، وعليه ما عليه حينما تقوم الحجة على أصحاب تلك الدع*"

     وأقول له بأنها فعلا دعوة صريحة وجريئة نعتز بها، ولكن ليس بإضافة حرف إلى الحروف الأبجدية كما يدعي، بل بإطلاق مصطلح ورسم لحرف فرعي موجود ذكره سيبويه والفارسي وابن جني والسكاكي وابن سينا وغيرهم، وأما تهويله فهو لا يعدو أن يكون نابعا عن سوء فهم ومغالطات ، وأما إشارته إلى وجوب اعتماده رسميا فهذا ما يتطلع المجمع وأعضاؤه إليه، ولا أجد في عبارته "فيه ما فيه وعليه ما عليه" إلا محمولات ضمنية توحي بشيء خطير ليس له أصل، يحاول أن يزرعه في ذهن المتلقي.

(8) يقول: "*إن من أهم ما يجب أن نعيه وندركه أن اللهجة الدارجة للناس، في كل زمان ومكان، ليست مظنة للتدوين والرصد، وهذا تعارف عليه العلماء وألفوه منذ شرعوا في جمع اللغة وتراثها*".

      وأتساءل حقيقة هل يعقل أن مثل هذا الكلام يقال في الألفية الثالثة؟ وهل يعقل هذا الخلط بين الدراسة المعيارية وبين الدراسة الوصفية؛ حيث تؤمن هذه الأخيرة بأن دراسة اللهجات المعاصرة لا تفضي بالضرورة إلى الاحتجاج بفصاحة اللغة، إلا في محاولة تأصيل وتأثيل بعض المفردات للعودة بها إلى أصولها العربية أو السامية وهلم جر، وهل ما قام به كثير من علماء الجزيرة فيما يعرف بمعاجم فصيح العامة لم يكن رصدا ولا تدوينا؟!

    فهذه الحجة التي ساقها لو تم التسليم بها لكان من شأنها إغلاق جميع أقسام الدراسات اللسانية الحديثة في جامعات الوطن العربي!

(9) يقول الأستاذ العوض: "*إننا إنْ نحن سعينا إلى ابتداع حرف ناشز على لغة العرب؛ فهذا بالضرورة يعني انشقاق كلمات أصيلة من وضعها، لأن الناطقين بها أحالوها إلى بناء جديد غير مؤصل في لغتنا، فاقتضى بذلك سلخها لتوهم أننا في أمة أخرى*"

      وفي هذه الفقرة يستمر في خطاب التهويل المبني على السفسطة والمغالطات، إذ ما زال مصرا على كون حرف "القيف" حرفًا أصليا وليس فرعيا.

(10) يقول أيضًا: "*البيت الذي استشهد به المجمع؛ (ولا أكُولُ لِكدرِ الكَوْمِ قَدْ نضجت) أشار دارسو تلك اللهجة ونظامها الصوتي إلى أنه نُطْقٌ شَذَّ عن الفصاحة فحاولوا تكريسه والوصول به إلى المنافسة والمزاحمة بين قواعد اللغة وأحكامها"

       والسؤال للأستاذ العوض: من أين سمعت أن لفظة "أكَول" فصيحة عندما تنطق بحرف القيف؟! وهل الدكتور عبدالرزاق قد احتج بهذا البيت لأجل إثبات فصاحة النطق بالكاف الفارسية، أم أنه أراد به إيضاح إشكال الانحراف الذي أحدثته لنطق حرف القيف؟! لقد أراد به الانحراف الذي تسببت به الكاف الفارسية والتصحيف حتى بدت كالكاف العربية. فما علاقة الفصاحة والركاكة عندما سقتها هنا؟

(11) يقول:"*فالحكم الذي أخلص إليه حول البيت هو أنه إما أن يكون زجلاً فلا يعوَّل عليه، أو أن يكون منقولاً مشافهة لا كتابة فالمعتمد الكتابة لا المشافهة*"

     يقول: "لا يعول عليه" وقد ترك هذا التعويل مبهمًا فضفاضًا!! وسؤالي: يعول عليه في ماذا؟ هل في إصدار حكم بفصاحتها مثلا كما يتوهم، أم في إصدار حكم على وجود ظاهرة نطق القيف لدى العرب؟ ثم قوله: "المعتمد عليه الكتابة لا المشافهة" وهنا يترك المعتمد عليه أيضًا مبهمًا فضفاضا!! ففي أي شيء يعتمد عليه؟! هل المقصود اللغة؟! أما قول الأستاذ العوض:"فالمعتمد الكتابة لا المشافهة" فأقول إن مثل هذا الكلام لا يقول به لغوي عالم بالأصوات بشقيه العام والوظيفي فضلا عن أن يحتج به.

(12) ثم يستدل العوض بالقياس: "*ليبينوا عن أصالة الأصيل ورداءة الرديء، مثلما فعل الأدباء في أبيات بشار بن برد: (ربابة ربة البيت)"

     قلت وهذا قياس فاسد فهو يستدل بقضايا أدبية على قضايا لغوية محضة!

(13) ثم يقول العوض: "*حين ناقش الكاف الفارسية وما آلت إليه، فاته أن مصير هذه الدعوة سيؤول إلى ما آلت إليه تلك الكاف، وستجني أعني الدعوة - ما جنته على لغتنا بإبطالها فصاحة القاف وتأثيرها المباشر عليها، لنرى لاحقاً قارئاً لسورة القارعة والحاقة بذلك الحرف المبتدع*"

      وهنا أحيله إلى همسة ذكرها الأستاذ فهيد بن رياح، قال فيها ما نصه:"*المصريون أشد الناس تمسكاً بنطق الجيم*]القاهرية[*عند عامتهم وخاصتهم بل الخاصة ينازعون بأفصحيتها، ومع ذلك لا يقرأون القران بها، فليفرخ روع الخائف على أن نطق القيف سيسري على القران، وستتبلبل بعد ذلك الألسنة، وستصبح العربية أثراً بعد عين، وخَبراً بعد خُبر."

(14) يقول:"*انطلق المجمع في دعوته تلك بدءاً من اللهجة الدارجة (...)، ثم عَرَّج على الألفاظ غير العربية التي تنقل إلينا من لغات أخرى وليس فيها حرف القاف الفصيحة، ولكنهم ينطقونه بالمخففة (مختلة المخرج) ليمثل لها بكلمات أعجمية راوحت كتابتها بين أحرف غير ثابتة كالجيم والقاف والغين ونطقها واحد غالباً، ولكنه فات عليه أن ذلك منحى عرفه المترجمون فأنالوه حقه بمنهج علمي رصين تعارفوا عليه ودونوه بما يقارب الحرف المراد فيه، فمثلاً كتابة اسم مدينة (هونج كونج)*"

    يزعم هنا -عندما تبدو الحجة في خدمة فكرته- بأن المترجمين قد أنالوا المخارج حقها "بمنهج رصين"، ولا أعلم عن فحوى هذا المنهج الرصين في الوقت الذي يشكوا فيه المترجمون في تنظيرهم من إشكالية نقل اللفظ الدخيل بحروف عربية، ثم يستعين بلفظ مشهور مثل "هونج كونج" ولكنه نسي مسميات أخرى مثل "كرايس" و "جرايس" و "غرايس" !! فهل بظنه أن كل حرف "ك" أو "ج" أو "غ" سينطق بالقيف؟ وهل نطق الجيم مثلاً في "John- جون " مثل نطق الجيم في "god*جاد" ؟ فهل قرأ الأستاذ العوض في كتب تناولت إشكاليات ترجمة أسماء الأعلام إلى العربية؟

(15) يقول: "**المجمع حينما بادر بالحديث عن هذا المبتدع، وهذه الدعوة، صار يتكلم عن حرف معتمد مسلَّمٍ به، ويصفه كما توصف الحروف المعتمدة في لغة العرب، وكأنما حُسم أمره وانتهى، وهذا ليس من المنهج العلمي في شيء، إذ لم يقبل به أية جهة ذات شخصية اعتبارية في القرارات المصيرية للغة*"

     في الفقرة السابقة قلت في نفسي هل قرأ الأستاذ العوض شيئا في المصطلحية، وعوامل انتشار المصطلحات؟ وكيف يتم نشرها وترويجها؟ وهل يلزم لكل مصطلح أن يعتمد من جهة رسمية أو مجمع لكي يتم قبوله؟ أوليس يعلم بأن بعض المصطلحات تتركها المجامع لتختبر فترى مدى تقبلها؟ أو ليس المؤلفون والأكاديميون والكتاب والإعلاميون يعدون وسيلة مهمة في سك المصطلحات وترويجها، ثم بعد ذلك يثبت المصطلح نفسه أو يفشل؟ ثم لنا أن نتساءل إذا لم يسك المصطلحات أمثال الدكتور الصاعدي وهو البروفسور الضليع في اللغة وأمثاله فمن يسك هذه المصطلحات إذًا؟!

*(17) يقول العوض أيضًا : "غير العرب من الأعاجم والروم والزنوج لا ينطقون كثيراً من الحروف العسيرة في العربية مثل الحاء والخاء والظاء والقاف والضاد وغيرها فهل يعني ذلك أن نسعى لما يخدمهم بإيجاد بدائل لتلك الحروف مجاراة لهم؟"

        قلت: وهل بظن الأستاذ العوض أن الأجنبي عندما يريد أن يتعلم لغتنا سيكون هاديه إلى نطقها نطقًا صحيحًا هو حرف"القيف" فهو إن كان سيلحن في نطق كلمة مثل" قام" فسيلحن حتى لو كتبت بالقاف!

     ومع أن المجمع قد أكد على أن استعمالها لنقحرة الحرف الأجنبي وليس الحرف العربي! لكن العوض قد قلب الصورة هنا عندما حاول أن يشعر المتلقي بأنها (القيف) ستكون خدمة للأعجمي، والحقيقة أنها ستكون خدمة للعربي الذي يدرس لغته أو لغة أخرى دراسة وصفية!

(18) قال العوض أيضًا: "دأب علماؤنا على متابعة المنقول من تراثنا فنقحوه وهذبوه ليخرج سليماً نقياً براقاً تقبله الذائقة السليمة، فانتقدوا اللحَّانين وعابوا على غير الفصحاء، واطرحوا كل ما يروى حتى عن الأعيياء الذين لا تستقيم ألسنتهم لعيب خَلْقي فيهم"

    وهنا إشارة واضحة إلى عدم تمييز طرحه بين المعيارية والوصفية، وأنا أقول جازمًا بأننا المجمعيين بما فينا أستاذنا الصاعدي لا نشك مثقال ذرة في هذا القول!، غير أن السؤال هو: أين مربط الاحتجاج هنا على مسألة القيف؟!


      أخيرا أسأل الله العلي العظيم أن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.. وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،، 
كتبه
عبدالرؤوف الخوفي
الأحساء 
الجمعة 17 رجب 1435هـ