القيف
صوت أصيل في اللغة
أ. عبدالرؤوف الخوفي
القيف صوتٌ أصيل في اللغة، وهو
يمثل ألفونا (فرعيا) لحرف القاف، وُضِعَ رسمٌ له جاء ليساعد في نقحرة الصوت الأجنبي المقابل بدقة من جهة، ومن
جهة أخرى ليأخذ هويةً عربيةً عوضاً عن استعمال الكاف الفارسية (گ) التي يُرمز لها في
الأبجدية الصوتية الدولية بالرمز (g) كما
أنّ صوت القيف يعين الباحثين الذين يدرسون اللغة دراسةً وصفيةً لا معيارية في تحديد النطق بدقة
..
فإن
قيل: إن الكاف الفارسية تفي بالغرض.. يرد الأستاذ الدكتور الصاعدي بأنّ هذه الكاف
أولاً محسوبة على الفارسية ولا تتسق وأصالة هذا الصوت لدى العرب على الوجه الصوتي الذي ذكره القدامى كسيبويه وابن قتيبة وابن دريد وابن فارس وابن
خلدون.. كما أن رسم الكاف الفارسية تسبب مع الوقت في تصحيف بإلغاء
شرطتها فاختلطت بالكاف العربية لا سيما في العراق فعلى سبيل المثال نسمع في الإعلام
اسم "صالح المطلك" وآخرون يقولون: "صالح المطلق" وفي الحقيقة
أن نطقه اللهجي الشائع ليس بصوت الكاف ولا القاف بل بالقيف المتنوعة من القاف، وأن نطقه الفصيح بالقاف: المطلق، وليس المطلك.
وفي
ظني أن المعنيين بالدراسات الوصفية لاسيما اللهجية بحاجة إلى رموز (رسوم) لأصوات فرعية لا تستوعبها الفصحى.
وأكد
الدكتور الصاعدي أن هذا الرسم عندما وضع باجتهاد من بعض اللغويين لايعني مطلقا
فهمه على أنه إضافة حرف إلى الأبجدية العربية المعروفة وليس هذا هو الغرض من وضعه.. وقد نبه عليه مراراً.
فإن قيل: هل هذا الحرف موجود في القرآن؟ أقول:
القرآن الكريم كتاب الفصاحة الذي لا لبس في حروفه وأصواته وبالتأكيد فإن هذا الصوت
(القيف) ليس في القرآن لا من قريب ولا من بعيد..
فإن
قيل: ولماذا ابتكرتموه؟ يقول
الدكتور الصاعدي: لم نبتكر الصوت فهو أصيل قديم موجود في اللهجات العربية ووصفه علماء العربية.. أما
الرسم فقد ابتكر للأسباب التي سبق ذكرها، وأشار إليها في قرار رسم القيف..
فإن
قيل: إنّ الصاعدي يُدخل في العربية ما ليس فيها ويشكل خطراّ على الفصاحة! أقول: إن علماء العربية المتقدمين كسيبويه وابن جني وابن سينا وغيرهم قد قد سبقوه ودرسوا أصوات العربية الأثلية والفرعية، واجتهدوا في وصفها ووصف مخارجها، واختلفوا في عددها وحصرها..
فإن
قيل: وهل يلزم أن يُوضع رسمٌ لكل تلوّن صوتي (ألفون)؟! أقول:
إن الرسم على هيئة الخط النبطي خطوة جريئة واجتهاد.. ويرى الدكتور الصاعدي بأن
علماء العربية المتقدمين قد استعانوا في رسم القيف بالكاف الفارسية "گ"
ولم يُنكر عليهم..
وأضيف.. إننا نضطر أحيانا للكتابة بالرمز الأبجدي الصوتي الدولي لنحدد النطق بدقة فيما
لا يستوعبه الرسم العربي من نطق..
أخيرا
يجب أن نفرق بين الدراسات اللغوية المعيارية التي كان عليها الرعيل الأول ونحمد لها أنها ساهمت في حفظ اللغة حتى تشكلت ملامحها بدقة وبين الدراسات الوصفية التي يميل إليها اللغويون ولا سيما المعاصرون ..
كما
وجدت أن هذا الرسم لهذا الصوت قد أثار لغطاً شديداً من "العوض" وغيره
لأنه لم يفهم المراد الصحيح.. والعجيب أنه قوّلَ الدكتور الصاعدي مالم يقله وأوهم غير المطّلعين على حقيقة القرار الذي تبناه مجمع اللغة الافتراضي بأن الصاعدي أنى بحرف جديد أدخله في العربية وهوّل الأمر بغير وجه حقّ..
وأنا
أؤيد - وبشدة - ما قام به الأستاذ الدكتور عبدالرزاق الصاعدي في هذا الصدد .. وهو
إطلاق مصطلح (القيف) واجتهاده في اتخاذ رسم له. والله
أعلم
أ. عبدالرؤوف الخوفي
الأحسـاء / 15 رجب 1435هـ