رأيي
في تحقيق المخطوطات في مرحلة الدكتوراه
الدكتوراه
درجة علمية مرموفة جدا لا تُستحق إلا ببحثٍ جاد يصنعه الباحث ويصل فيه إلى نتائج تفيد التخصص.
وأما تحقيق المخطوطات فصنعة أو حرفة فنية يحترفها محققون لخدمة نصٍّ قديم وإخراجه كما
تركه مصنفه، والتمادي فيها يعطّل أو يحدّ من القدرات البحثية للطالب ويقتل فيه ملكة
الإبداع. ولإنّ
المطلوب من طالب الدكتوراه: التحقيق العلمي الأصيل وليس تحقيق المخطوطات، ويُنتظر منه
أن ينتج معرفةً لا أن يكون خادما لعالم غيره.. وهذه الخدمة الخاصّة تترك لمحترفي التحقيق
(وهم كثر) ولا بأس أن يتمرّن عليه طالب الماجستير وليس في أعمال أكاديمية كبرى كالدكتوراه.
ويضاف
إلى ما سبق أن التحقيق في الرسائل العلمية خرج عن مساره، وأصبح مطية سهلة للحصول على الدكتوراه، فترى الطلاب يتسابقون على المخطوط ويتقاسمونه بينهم، لعلمهم ان الأمر هيّن
ليّن، ولا
أريد أن أتحدث عن بعض الشبهات التي تحوم حول هذا الأمر، كانتشار الورّاقين المأجورين
ومكاتب الخدمات.
إن
طالب الدكتوراه الذي لا يستطيع أن يجد في طول العلم وعرضه وعمقه التاريخي ومستقبله
المنظور موضوعا مناسبا يكتب فيه ويصنع شيئّا أو يحلّ مشكلة = ليس جديرًا بالحصول على
شهادة بحجم الدكتوراه.
عبدالرزاق
الصاعدي
4 ربيع الثاني 1439هـ
22 ديسمبر 2017م