أفكارٌ عملية للشّروع في حوسبة اللغة
في عالم غدت فيه الآلة جزءا من حياة الإنسان،
كان للذكاء الاصطناعي دوره في إعادة صياغة النمط البشري، فلم يعد بخاف على إنسان
الألفية الثالثة ما تضطلع به الآلة من مهام لها بالغ الأثر في تعاطينا مع الحياة،
فالآلة الذكية تصنع وتساعد وتحمي وتعلم وتوجه وتحفظ وتشكل... إلخ.
مفاهيم لا حصر لها إن أمكن لإنسان العصر
توجيهها واستثمارها في أهم وسائل تواصله "اللغة"! واليوم أصبحت اللغات
المعول عليها أو تلك التي ترغب الجماعات اللغوية في تقديمها إلى العوالم من حولها
قوية هي تلك اللغات المحوسبة..
لذا ظهرت تخصصات لسانية تعنى بميكنة اللغة
لتواكب عصر الآلة والحاسوب، ولتدشن مشاريع عملية في عالم الذكاء الاصطناعي
واللغوي على وجه الخصوص..
ولأن لغتنا العربية هي الأجدر بلا منازع،
لكونها الوحيدة التي مازالت تحتفظ بخصائصها الأولى صوتا ومعجما وصرفا ونحوا .. فإن
ندوة هذا الشهر تنطلق من الدور المعول على المؤسسات العلمية والتعليمية والأفراد
في تقديم الأفكار العملية التي من شأنها العمل على حوسبة العربية ..
وعليه، فإن هذا التعويل يقود إلى أسئلة من قبيل:
1-
ما السبل المفضية إلى تبني قرارات سيادية بهذا الخصوص؟
2-
هل يمكن للأفراد في الوطن العربي أن ينهضوا بحوسبة لغتهم؟
3-
ما المشكلات المتوقعة لتعثر تقدمهم في ذلك؛ حيث ينتهي المشروع كسوابق اكتفت
بالتنظير، وما هي الحلول إزاءها، وكيف يمكن الاستفادة من مشاريع الحوسبة المتعثرة
في تجاوز المشكلات؟
4-
ما مقياس الجدية لدى المشاركين جماعات وأفرادا؟
5-
هل يمكن تنفيذ مشروع الحوسبة من خلال منظمات
افتراضية بحيث يتم التواصل فيما بينهم لإنجازها؟
6-
ما دور المؤسسات التعليمية في تهيئة الأجيال مبكرا للعمل على حوسبة لغتهم؟
7-
ما دور الجامعات والهيئات الحكومية الرسمية والأهلية في دعم مثل هذه المبادرات
الخلاقة؟
8-
ما مدى الإفادة المتحصلة من حوسبة العربية وما أشكالها؟ وكيف ستنعكس على واقعنا
اللغوي؟
توصيات الندوة:
١- ضرورة الإسراع في اتخاذ قرار عربي سيادي
يضمن العمل المؤسسي غير المنقطع لحوسبة
العربية ..
٢- إيجاد مبادرات خلاقة ترعاها مؤسسات رسمية
تضمن تحفيز الشركات والمؤسسات العاملة في هذا المجال.
٣- ضرورة الاهتمام بقضايا إصلاح الخط العربي
باعتبارها إحدى مخرجات الحوسبة.
٤- الاستفادة من الدراسات والبحوث المعنية
بحوسبة العربية على وجه الخصوص ولم تأخذ حقها في الانتشار.
٥- الاستفادة من أسباب تعثر مشاريع الحوسبة
العربية السابقة لتلافي المعضلات والتغلب عليها.
٦- دعم الجهود التي يتبناها الأفراد أو
المنظمات الافتراضية غير الرسمية في مجال الحوسبة واستيعابها عبر القنوات الرسمية.
٧-
تفعيل دائرة التواصل بين المهتمين العرب في مجال معالجة اللغة وحوسبتها
والعمل من أجل توحيد جهودهم.
٨- رصد الخصائص التي تتمتع بها العربية وتختلف
بها عن غيرها تمهيدا لأخذها بعين الاعتبار
عند الشروع في حوسبتها. مع ضرورة تحديد أنساقها وسماتها الخاصة.
٩- وضع الأولويات والإيمان بالعمل المرحلي
لضمان نتائج مرحلية تخرج إلى أرض الواقع وتختبر من قبل الجماهير بحيث تكون قابلة
للتطوير.
١٠- الاستفادة من تجارب الأمم التي سبقت إلى
الحوسبة، والتحديات التي تواجه حوسبة اللغات الطبيعية بشكل عام .
١١- العمل التكاملي بين اللغويين والمبرمجين
لضمان عدم تعثر مشاريع الحوسبة. وعقد ورش متخصصة من أجل ذلك.
١٢- الاستفادة من خارطة الأبحاث العالمية لضمان
تقدم العمل.. ولكون الغرب يحظى بقصب السبق في هذا المجال.
١٣- أهمية الجانب المادي في ضمان استمرارية
العمل.
١٤- وضع نماذج للحوسبة ضمن مقرر العربية في
مراحل التعليم العام ودراسة التوصيف اللغوي إلى جانب الوصف اللغوي.
أ. عبدالرؤوف الخوفي
الأحساء 16/ 7/ 1436هـ