مصطلح:
المعاجم العراقية أو معاجمنا العراقية
ما المراد بهذا المصطلح؟ وما علّة وجوده؟
إننا حين نتأمّل تراثنا المعجمي القديم نجد أنه
نشأ في العراق ونضج بالعراق واكتملت مدارسه في العراق، وعندما نتجاوز رواية اللغة التي
نشأت هناك وهي عمود المعاجم وأساسه نجد أن المعاجم الكبيرة التي استعانت بما جُمِع
في عصر الرواية، كالعين للخليل والغريب المصنف وغريب الحديث لابن سلام والألفاظ وإصلاح
المنطق لابن السكيت وغريب لابن قتيبة وغريب الحديث للحربي، ولتقفية للبندنيجي والجمهرة
لابن دريد والتهذيب للأزهري والمحيط للصاحب بن عبّاد وغريب الحديث للخطابي والمجمل
والمقاييس لابن فارس والصحاح للجوهري والغريبين للهروي، بالإضافة إلى معاجم غريب القرآن
والمذكر والمؤنث والأضداد، وهذه المعاجم المتنوعة التي ظهرت بالعراق هي عمود المعجم
العربي، ثم نجد أن المعاجم التي ظهرت بعيدا عن العراق كالمحكم والمخصص واللسان والطراز
الأول وتاج العروس كانت تتقيّل معاجم العراق وتنهل من معينها، مع مزيد عناية بجمع المتفرق
واستدراك ما يمكن استدراكه من مصادر اللغة.
ومن
أجل هذا أسميها (المعاجم العراقية) تقديرًا لهم واعترافًا بسبقهم وفضلهم العظيم على
العربية وعلومها كافّة وسائر علوم التراث، ودرجت على هذا منذ سبع سنوات، وواجهت بعض النقد ممن لم يفهم مرادي، وفي المصلطح اعتراف بسبقهم ومكانتهم وفضلهم العظيم
على العربية وعلومها كافّة وسائر علوم التراث، ثم إني أريد بهذا المصطلح إيصال رسالة ضمنية لأهل المنبع الذين
تطرق بقايا الفصاح أسماعَهم صباح مساء، وليعلموا أن ما فات أصحاب المعاجم الذين لم تطأ أقدام
أكثرهم أرجاء هذه البلاد يمكن استدراكه اليوم إن وُجدتِ الهمّة والأدوات العلمية الكافية، على النحو الذي فصّلته في الفوائت الظنية. ورحم الله علماءنا في كل مكان وبارك في
عمل الأحياء منهم، وكتب أجرهم جميعًا، ويسّر لنا طريق خير ونفع لهذه اللغة الشريفة وأهلها.
عبدالرزاق
الصاعدي
المدينة
المنورة