(قَشْروب) - وتضم القاف - وهو الشيء الصغير الذي يقع في ماء أو عين الإنسان، كالقذى، لفظ شائع معروف في بعض اللهجات كحرب الحجازية وجهينة وسليم وعنزة القاطنين خيبر والعلا وما بينهما، والدواسر ومواضع من نجد وفي شمال المملكة يقولون: قثروب، بالثاء، بإبدال الشين من قشروب ثاء، وفي الكويت وقطر والبحرين، يقولون قشبار، للفتات والخشارة، وهو على القلب من قشروب وتغيير نوع المد، وربما كان قشبار في الأصل (قشبور مقلوب قشروب أو العكس) وربما كان قشروب في الأصل (قشراب مقلوب قشبار أو العكس) وهذه الأوجه متقاربة جدا وسائغة في القلب وتمضي على سنن اللغة العربية، فأي منها يثبت تثبت بقية الأوجه، والمعاجم دونت لنا مادة (قشبر) ومنها القِشْبِر كزبرج، ومن معانيه نفاية الصوف، كأنه نخالة التراب، قال الصغاني في التكملة (قشبر) القِشْبِر، بالكسر، نفاية الصوف وأردؤه، كأنه نخالة تراب، وقال رؤبة:
في خِرَقٍ بَعْدَ الدُّقَاعِ الأَغْبَرِ* كخِرَقِ المَوْتَى
عِجَاف القِشْبِرِ
وهي في القاموس والتاج..
فالقِشْبِر معجمية وهي بمعنى القشروب، وحدث فيها قلب: قشرب، مثل جذب وجبذ، ثم جاء المد (الألف في قشبار، والواو في قشروب)
وهناك لفظ معجمي قريب دلالة وهو الحُثْرُبُ: الوَضَرُ يَبْقَى في أَسْفَلِ القِدْرِ، وجذره حثرب، وهو في اللسان، وقشرب وحثرب، قريبان دلالة وجذرا،
فهما رباعيان ويشتركان في لامي الكلمة الراء والباء، والثاء والشين يتبادلان..
وهناك ملمح لغوي آخر، فقد جاء في المحيط للصاحب القِشْبَارُ الضَّخْمُ الخَشِنُ من الخَشَب وغيرِه. وقلت: لا أستبعد أن تكون القشبار من الأضداد.
وبهذا يمكن أن نقول: إن القشروب بمعنى قذى العين أو ما يسقط في الماء، وكذلك القثروب والقشبار عربية صحيحة، ويمكن عدها من فوائت المعجم مع وجود الأصل أو شيء منه في مادة قشبر بالمعنى نفسه تقريبا، ولا نستغرب ذلك فقد فات المعاجم الكثير، لأن عمل جامعيها كان عملا بشريا، في ظروف مواصلات واتصال قاسية جدا..