تعليق وتأييد لما ذكره الأستاذ حسن العمري
قال
أبو مزاحم الخاقاني: قيل لأبي الأحوص حدثنا، فقال: ليت لي نِيّة، فقالوا له: إنّك
تؤجر، فقال:
يُمَنُّونَني
الخيرَ الكثيرَ وليتني نجوتُ كفافاً لا عليَّ ولا ليا
لقد جئنا إلى وسائل التواصل الاجتماعي والتفاعل اليومي ومنها (تويتر) وضحّينا بأوقاتنا وراحتنا لنأخذ ونعطي، ونفيد ونستفيد، في إطار أداب العلم، ومنها حقوق الاختلاف وآدابه، ونعلم أن مِن حقّ كلِّ مَن يأنس في نفسه القدرة العلمية
أنْ يجتهد، والاجتهاد في اللغة وآدابها باب مفتوح للمتأخر كما فتح للمتقدم، ولكن للأسف هناك من يزعجه ويؤلمه الاجتهاد، ويريدنا أن نبقى ظلاً لغيرنا ونُسَخاً مكرّرة منهم، نردّد
أقولهم، فنستهلك ولا نصنع، ظنا أن العربية روايةً ودرايةً قد اكتملت، أو إيثاراً للسلامة، وربما استصغاراً للمتأخرين، وهذا منهج القاعدين العاجزين، ومعلوم أنه لولا اجتهادات بعض
علمائنا على مدى العصور لما تطوّرت علوم العربية، وتاريخنا يشهد بذلك وفيه من المحاولات التي لم يألفها
الناس في حينها ما كان فتحاً مبيناً وبابَ خير للغتنا فيما بعد، ولذا فإني أحث
نفسي وأصحابي ممن يخالفونني على التزام آداب العلم والخلاف، وألا نشوّه مصطلحات
خصومنها ونحرّفها عمدا، بغرض تنفير الناس منها، وألا ندخل في نياتهم، فالنّيّة لا
يعلمها إلا الله، والأصل سلامتها.
أقول هذا لأنّ بعضهم قوّلني ما لم أقل ودخل في نيّتي وكاد يخرجني من الملّة في مسألة "صوت الݠيف" وبعضهم حرّف مصطلحاتي وغيّرها عمداً، وغيّر اسم المجمع، بقصد التشويه والتنفير، في مسألة "الفوائت الظنية" وهو أكاديمي، ويعلم أصول المنهج العلمي. فأسأل الله أن يغفر لي ولهم، وأن يوفقنا إلى ما فيه الخير للغتنا وآدابها.
أقول هذا لأنّ بعضهم قوّلني ما لم أقل ودخل في نيّتي وكاد يخرجني من الملّة في مسألة "صوت الݠيف" وبعضهم حرّف مصطلحاتي وغيّرها عمداً، وغيّر اسم المجمع، بقصد التشويه والتنفير، في مسألة "الفوائت الظنية" وهو أكاديمي، ويعلم أصول المنهج العلمي. فأسأل الله أن يغفر لي ولهم، وأن يوفقنا إلى ما فيه الخير للغتنا وآدابها.
كتبت هذا التعليق صدًى لمداخلة الأستاذ حسن
العمري المهمة، فهو كما عهدته صاحب غوصٍ ونظر ثاقب، فشكر الله له ونفع به،
ووفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه.
عبدالرزاق الصاعدي
15/ 1/ 1436هـ