تأصيل قولهم: (الله يْحَجَا عليك)
و(الله يْحَجَاك)
يقولون في الدعاء للمرء بالحفظ والحماية
والرعاية: (الله يْحَجَا عليك أو الله يْحَجَاك)
وهي مستعملة في نواحٍ متفرقة في بلادنا، في وسطها وغربها وشرقها وشمالها
وجنوبها، يقولونها عندما يُذكر الشخص بالفضائل، وتقولها الأم لابنها خوفاً عليه من
العين. وهي قريبة من: الله يَسَمِّتْ عليك، والله (ياقاك) أي يقيك ويحفظك بحفظه.
ويجوز
في اشتقاق قولهم (الله يحجا عليك) ثلاثة أوجه متقاربة:
الأول: أن يكون من الحَجا
وهو الملجأ والحجاب والستر والذرا، ويسمّون الجدار الذي يبني على السطح حَجا البيت؛
ﻷنه يمنع الإنسان من الخطر ويستره ويذريه. وفي الأثر: ((من بات على ظهر بيت
ليس عليه حَجًا فقد برئت منه الذّمّة)) ]رواه الخطابي في
معالم السنن[
والثاني: أن يكون من الحَجْو
بمعنى الحفظ (وهو قريب من الأول) ومنه فلان لا يحجُو السر إي لا يحفظه، ومنه يقال
للراعي إذا ضيّع غنمه فتفرّقت: ما يحجُو فلانٌ غنمَه ولا إبلَه.. ومنه: سقاء لا
يحجُو الماء أي لا يمسكه.
والثالث: أن تكون من الحِجَى وهو العقل والفطنة،
ومعلوم أن العقل يحمي المرء ويحفظه، وهو أشبه بما سبق.
ولعل
قولهم: الله يحجا عليك من الفوائت الظنية، وأصاب الفعل (يحجا / يحجى) بعض الفساد
التصريفي، وذلك بتسكين الياء وفتح الحاء، والأصل: يِحْجا على وزن (يَفْعَل) كأنهم
نقلوه من (يحجو) على وزن (يفْعُل) مثل يدعو ويسمو.
وفي
لهجاتنا كثير من ألفاظ الدعاء للشخص وفيها أيضا الكثير من الدعاء عليها، وهي طريفة
وغنية بالدلالات والأساليب، وأصولها في الفصحى.
وأقترح
موضوع رسالة علمية (ماجستير أو دكتوراه) عنوانها:
الدُّعاءُ له والدُّعاء عليه في الفصحى ولهجاتها
دراسة في الألفاظ والأساليب
كتبه/ عبدالرزاق بن
فراج الصاعدي
المدينة المنورة 8/ 1/ 1436هـ