الزَّقْـطُ والزُّقْـطَة
الزقطُ بمعنى اللقط، وزَقَطَه يزقُطُهُ زَقْطاً لَقَطَه، وهي شائعةٌ
في بيئات الجزيرة؛ كالحجاز ونجد والسراة، ومعروفةٌ في فلسطين والعراق وجنوب سوريا
والمغرب العربي، والزقطُ في القصيم بمعنى البلع بسرعة(1)،
تقول زَقَطَ الزيتونَ أي ابتلعَهُ بخفّةٍ وسرعة، توسعوا فيها لصفة الزقط أي اللقط
ثم البلع.
وقد تكونُ بمعنى السقوط، فتكون بصيغة المطاوعة (انفعل) فيقال:
انزقطَ الشيءُ إذا سقطَ في حفرةٍ أو ثقب". ويقولون (انزقطَ المسمارُ في
الحفرة)
ومن أُحدياتِهم: أن جماعةً كانوا في وقتِ مجاعةِ يلتقطون تمرا ويبتلعونه
في منطقةٍ يقالُ لها (خيف حسين) بوادي الصفراء غرب المدينة المنورة فينشد أحدهم:
يا
لقّاطةْ خيفْ حسـينْ
واحدْ
منكم طبعهْ شينْ
يزقـطْ
وحــدهْ مع ثنتينْ
والزقطةُ لعبةٌ شعبيةٌ مشهورة(2)،
وهي خَمسُ حصياتٍ بحجمِ الزيتونِ يُلعب بهن، وواحدةٌ منهن تسمّى المزقاط، أو الخال
أو الأُمّ، سُمّيت بهذا الاسم لأنّها تُرمى للأعلى لتسقطَ على ظهرِ الكفِّ،
فيُسألُ: أين خالُك؟ تم تُقذفُ إلى أعلى،
وقبلَ أن يُمسكَ بالخالِ يُدفع بالحصيات الأخريات من بينِ قوسِ السبّابةِ
والإبهامِ مقلوباً على الأرض، واشتقاقُها واضح؛ لأنها تُزقط، فاشتقاقُها من الزقط،
ولكن مادة (زقط) مهملةٌ في معاجمِنا القديمة.
ومن جبالهم في تهامة الحرمين جبل اسمه أبو مزاقيط، ويبدو من اسمه أن حصاه يشبه المزاقيط، جمع مزقاط.
ومن جبالهم في تهامة الحرمين جبل اسمه أبو مزاقيط، ويبدو من اسمه أن حصاه يشبه المزاقيط، جمع مزقاط.
وثمة علاقةٌ بينَ زقط وسقط ولقط ونقط.. فهي من جذرٍ ثنائي واحد
(القاف والطاء) ثم زادوا الزاي في أول الثنائي فقالوا زقط، وزادوا السين فقالوا
سقط ، وزادوا اللام فقالوا لقط وزادوا النون فقالوا نقط.. وهي زياداتٌ لغويةٌ
أحفوريةٌ قديمةٌ جدا غدت ثابتة في جذر الكلمة، وليست زيادةً صرفية، والمعنى مشتركٌ
فيهنّ وهو الدلالةُ على الحركةِ للأسفلَ سقوطا؛ أو للأعلى التقاطا؛ فهي في أصلِها
ثنائياتٌ ثُلّثتْ بالزيادةِ في أولِها، وهذا من طرائفِ اللغة.
وبعرضِ هذه الكلمة وجذرها على معايير الفوائت الثلاثة الآنفِ
ذكرُها يترجّح عندي أنها من الفوائتِ الظنية.