مداخلة في رسم صوت القيف
لعل
أقدم محاولات رسم صوت القيف هو ما وصل إلينا عن بعض القدامى وهو رسمها بالكاف الفارسية
(گ) وهي من القرن الرابع وربما قبله، وبها رسم ابن دريد في الجمهرة وابن فارس في
الصاحبي بيتاً لشاعر تميميّ نجدي بلغة القفقفة:
ولا أكُولُ لِكدرِ الكَوم قَدْ نضجت
وقد
تبين لي من دراسة هذه الكاف الفارسية المعبّر بها عن صوت القيف أنها محاولة من
القدامى غير موفقة؛ لأنه ينتج عن هذا الرسم في الغالب انحراف صوتي ولحن يتفاقم مع
الأيام، وتتحول القيف إلى كاف، وهذا الانحراف يذكّرنا بالانحراف الصوتي في رسم مئة
(مائة) وعلّة ذلك الانحراف وسببه أنهم يتهاونون في رسم الشرطة فوق الكاف لأنها غير مألوفة،
ومع الأيام يقرؤونها بالكاف العربية، وحدث هذا في عدد من الأسماء العراقية كثيرا،
منها العلم (قاصد) ينطقونه بالقيف ويرسمونه بالكاف الفارسية، (گاصد) ومع الأيام
تناسوا أنها كاف فارسية واختفت الشرطة، فتوارثوه جيلا بعد جيل بالكاف العربية (كاصد) ورأيتهم يكتبون جملة (كاصد كريم) يعني قاصدُ كريمٍز
ومثله العلم (مطلق) ينطقونه في العراق كما ننطقه في لهجاتنا بحرف القيف، ولكنهم كتبوه بالكَاف الفارسية (مطلگ) ومع الأيام وبسبب وهم الكتابة تحول إلى الكاف العربية، فكتبوه: (مطلك) وهو علم مشهور عندهم اليوم بهذه الكاف المحرّفة.
ومن هذا قبيلة (العگيدات) في الشام تنطق القاف بحرف القيف، ويكتبونها بالكاف الفارسية (العگيدات) ومع الأيام تحولت إلى كاف خالصة: (العكيدات) والنسبة إليهم (عكيدي)
ومثله (فهد المارك) الأديب السعودي مؤلف كتاب من شيم العرب، تحرف اسمه، فأكثرنا ينطقه: (المارْكْ) وهو في الأصل: (المارِق) اسم فاعل من مَرَق يمرق، ولأنه ينطق بالقيف كتبوه بالكاف الفارسية، ثم تركوا شرطتها، فاختلطت بالكاف العربية، فهم اليوم ينطقون هذا الاسم بالكاف العربية الخالصة (مارك) وقد ظللت زمنا في حيرة من اشتقاق هذا الاسم: (فهد المارْكْ) فكنت أظن المارك أعجميا، ولم يخطر ببالي أنه اسم فاعل (مارِق) بالقيف، وهذا من مساوئ كتابة القيف بالكاف الفارسية.
ومثله العلم (مطلق) ينطقونه في العراق كما ننطقه في لهجاتنا بحرف القيف، ولكنهم كتبوه بالكَاف الفارسية (مطلگ) ومع الأيام وبسبب وهم الكتابة تحول إلى الكاف العربية، فكتبوه: (مطلك) وهو علم مشهور عندهم اليوم بهذه الكاف المحرّفة.
ومن هذا قبيلة (العگيدات) في الشام تنطق القاف بحرف القيف، ويكتبونها بالكاف الفارسية (العگيدات) ومع الأيام تحولت إلى كاف خالصة: (العكيدات) والنسبة إليهم (عكيدي)
ومثله (فهد المارك) الأديب السعودي مؤلف كتاب من شيم العرب، تحرف اسمه، فأكثرنا ينطقه: (المارْكْ) وهو في الأصل: (المارِق) اسم فاعل من مَرَق يمرق، ولأنه ينطق بالقيف كتبوه بالكاف الفارسية، ثم تركوا شرطتها، فاختلطت بالكاف العربية، فهم اليوم ينطقون هذا الاسم بالكاف العربية الخالصة (مارك) وقد ظللت زمنا في حيرة من اشتقاق هذا الاسم: (فهد المارْكْ) فكنت أظن المارك أعجميا، ولم يخطر ببالي أنه اسم فاعل (مارِق) بالقيف، وهذا من مساوئ كتابة القيف بالكاف الفارسية.
وأوضح الأدلة على فساد هذه الكاف الفارسية ذلك البيت الآنف الذكر للشاعر التميمي الذي أفسدته تلك الكاف، وأورده ابن دريد وابن فارس وتناقله
محدثون كالرافعي في تاريخ آداب العرب وعبدالله عبدالجبار في قصة الأدب في الحجاز، وكتبوه
بالكاف العربية متناسين أنه بالكاف الفارسية، حتى إن محققي الجمهرة والصاحبي لم
ينتبها إلى هذا، وهما من علماء اللغة الكبار.. فتحولت القيف المكتوبة بالكاف
الفارسية مع الأيام إلى الكاف العربية الخالصة، والبيت هو:
ولا
أكُولُ لِكدرِ الكَوم قَدْ نضجت ولا أكولُ لبابِ الدَّار مَكْفولُ
هكذا
رسموه في المصادر الأربعة، دون شرطة فوق الكاف الفارسية، وصوابه:
والأحسن أن يكتب بصوت القيف:
والرواية الأكثر صحة (ولا أقُولُ لبابِ الدارِ مغلوق) يعني: أقول: غَلَتّ ومُغلق.
ونجد اليوم أن كل من يقرأ هذه القيف (الكاف الفارسية) (حتى من المتخصصين للأسف) ينطقها بالكاف العربية، والحقيقة أنها بالقيف، وقد جاء التحريف الصوتي بسبب الكاف الفارسية المشؤومة.
ولا أگولُ
لگدر الگوم گد غليت ولا أگول لباب الدار مگفول
ولا أݠولُ
لݠدر الݠوم ݠد غَليت ولا أݠول لباب الدار مݠفول
وأصله في الفصحى:
ولا أقُول لقِدْرِ القَوْمِ قَد غَلِيَتْ ولا أقُولُ لبابِ الدارِ مقفول
والرواية الأكثر صحة (ولا أقُولُ لبابِ الدارِ مغلوق) يعني: أقول: غَلَتّ ومُغلق.
ونجد اليوم أن كل من يقرأ هذه القيف (الكاف الفارسية) (حتى من المتخصصين للأسف) ينطقها بالكاف العربية، والحقيقة أنها بالقيف، وقد جاء التحريف الصوتي بسبب الكاف الفارسية المشؤومة.
ولذا
أرى أن نستبعد هذه الكَاف الفارسية من مقترحات رسم حرف القيف، لما ينجم عنها من تحريف وتغيير وفساد ولحن ليكون
اجتهادنا دائرا حول رسم القاف بتغيير يسير في إعجامها، ويعضّد هذا أنها حين تكون
قريبة من حرف القاف تربطنا بالأصل الفصيح للحرف وهو القاف، فالقيف في أصلها قاف
وليست كافاً، ولا يبعدنا الرسم أيضاً عن نطقها الأصلي الأفصح أعني القاف، ثم لا يؤدي إلى انحراف صوتي وتغيير تام
لحرف القيف كما حدث مع الكاف الفارسية.
ومن
المقترحات التي طرحها الزملاء في نقاشاتهم في المجمع الافتراضي وأراها تستحق النظر وأنه يمكن الاختيار
منها: أن يرسم حرف القيف بإحدى الصور الآتية:
1- بنقطتين من تحت.
2- بنقتين فوقه ونقطة من تحت.
3- بنقطتين عموديتين من فوق.
4- بثلاث نقط من فوق.
5- بنقطة وسط دائرة القاف.
6- بقاف غير منقوطة فوقها رأس الهمزة
7-كتابة القيف بحرف مثل القاف ولكنه مهملٌ من النقط.
1- بنقطتين من تحت.
2- بنقتين فوقه ونقطة من تحت.
3- بنقطتين عموديتين من فوق.
4- بثلاث نقط من فوق.
5- بنقطة وسط دائرة القاف.
6- بقاف غير منقوطة فوقها رأس الهمزة
7-كتابة القيف بحرف مثل القاف ولكنه مهملٌ من النقط.
وربما يحسن أن يراعى في رسمه وجود الحرف المختار حاليا في الحواسيب، كبعض حروف اللغات الأخرى التي تكتب بالأحرف
العربية مما يوافق بعض هذه الأوجه المقترحة أو يقاربها، لأن ذلك سيسهل انتشاره، والرأي ما يراه الجمهور من أعضاء المجمع واللجنة التي ستنظر في هذا.
كتبه/ عبدالرزاق بن
فراج الصاعدي
20/ 6/ 1435هـ -الموافق 20/ 4/ 2014م