شيءٌ من تاريخ رسم الݠيف
حين نتتبّع تاريخ رسم القيف نجد أن له أربعَ صورٍ في الرسم، أحدها قديم، عرفه علماؤنا
القدامى حين استعانوا لهذا الصوت أو الحرف -كما يسمونه- برمز من لغة أجنبية، وهو الگاف
الفارسية (گ) ولم يكن اختيارهم موفّقا، إذ نتج عنه انحرافات صوتية.
والمغاربة يكتبونه بكاف منقوطة بثلاثٍ من
فوقها (ڭ) وهذا أيضا غير مناسب، لأنه يوحي بأن أصله الكاف.
والجزائريون كتبوه قافا منقوطة بثلاث من فوقها (ڨ) وهذا جيد لولا التباسه بنقحرة الفاء الخفيفة ( v )
واختار الدكتور خليل عساكر سنة 1950م القاف المنقوطة باثنتين من تحت (ݠـ) وأيّده عبدالعزيز مطر وغيره.
وحين ناقشنا في المجمع خيارات الرسم للقيف عرض الأعضاءُ سبعة اختيارات، وهي أن يرسم القيف:
1- بنقطتين تحت جسم القاف.
2- بنقطتين من فوق ونقطة تحت.
3- بنقطتين عموديتين من فوق.
4- بثلاث نقط من فوق.
5- بنقطة وسط دائرة القاف.
6- بحرف مثل القاف ولكنه مهملٌ من النقط.
7- بقاف فوقها رأس الهمزة.
ثم عُرض الموضوع بعد نقاش دام شهراً على لجنة علمية فاختارت الأغلبيةُ القاف المنقوطة باثنتين من تحت، فوافق اختيارهم اقتراح خليل عساكر، وكان اختيارا موفقا معللا، لبعده عن اللبس ومحافظته على أصل الحرف.
وخلاصة تاريخ القيف في الرسم تظهر في المثال الآتي، وهو كلمة (الشرقي) حين تنطق بالقيف ويحتاج الباحث إلى بيان ذلك النطق، فإنه يكتبها كما يلي:
الشرگي (مذهب القدامى)
الشرڭي (عند المغاربة)
الشرڨي (عند بعض الجزائريين)
وبهذا يتبين أن القاف المنقوطة
بنقطتين من تحت (الشرݠي) هي الأقرب والأليق بلغتنا والأبعد
عما يؤدي إلى انحراف صوتي بسبب ذلك الرسم، ونحمد الله أن هدانا إلى هذا.
عبدالرزاق الصاعدي
9 رمضان 1435هـ